الطرق الصحيحة لاستعمال السواك (المسواك)
السواك مستحب في كل جميع الأوقات من ليل أو نهار لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة المتقدم : ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ” .
ولأن شهر رمضان المبارك اقترب يجب أن ننوه إلى أحكام الاستياك للصائم
اتفق أهل العلم رحمهم الله على أنه لا بأس في الاستياك للصائم أول النهار، واختلفوا في الاستياك للصائم بعد الزوال فمنهم من كرهه والصحيح أنه سنة في حق الصائم كغيره لعموم الأدلة التي تدل على سنية السواك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن وقتاً دون وقت والعام يجب بقاؤه على عمومه إلا أن يرد مخصص وأما ما استدلوا به من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي ” رواه الدارقطني وهو حديث ضعيف قال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/62) : إسناد ضعيف . فالحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم : ” لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ” رواه البخاري (2/29) ومسلم (2/806) فإن هذا الخلوف لا يذهبه السواك لأن سببه خلو المعدة ، ثم إنه قد يحصل في أول النهار إذا لم يستحر الصائم والجميع متفق على جواز السواك في أول النهار ، فتبين بهذا أن السواك مستحب حتى للصائم من غير تفريق بين أول النهار وآخره .
والطريقة الصحيحة لاستعمال السواك، يمكن أن تتلخص في هذه البنود :
يُمضغ أحد طرفي عود السّواك، وذلك للتّخلص من اللّحاء، وحتى الوصول إلى ما يقارب 2.5 سنتمتر تقريباً من طول العود، مع بصق اللحاء، وقد يَشعر الشّخص بالطّعم الحار الذي قد يجده البعض غير لطيف، لكنّه بالتّأكد لَيْس ضاراً. ثمّ يتمّ مضغ المنطقة الموجودة أسفل اللّحاء حتى تصبح الشّعيرات ناعمة ورقيقة، مِثْل شعيرات الفرشاة الصّغيرة. بعد ذلك، يصبح السّواك جاهزاً، لكن يجب غَمس رأسه بالماء أولاً، أو بماء الورد؛ للحصول على رائحةٍ لطيفةٍ.
يُمسك السّواك بوضع الإبهام تحت العود، والأصابع الثّلاث حوله من الأعلى، والإصبع الصّغير على قاعدته، أو بالطّريقة المريحة للشّخص نَفْسُه، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه يُستخدم من الأمام من الجهة الرّأسيّة للسّواك، وليس كفرشاة الأسنان من الجانب.
تُفرّش الأسنان بنهاية الشّعيرات، بالضّغط على الطّرف الخشن للسّواك على الأسنان بحركةٍ لطيفةٍ وبرفقٍ لأعلى ولأسفل؛ لفرك السّطح الأماميّ للأسنان، ويُحرك السّواك في جميع أنحاء الفمّ، حتى تضرب الشّعيرات سطوح كل الأسنان، والأسنان من الخلف، مع الحرص على عدم الضّغط بشدةٍ، وتنظيف الأسنان بلطفٍ، وعلى الرّغم من أنّ استعمال السّواك لأول مرة يمكن أن يكون غريباً بعض الشّيء، لكن مع الممارسة يصبح الأمر عادياً.
بعد الانتهاء من تنظيف الأسنان تُشطف شُعيرات السّواك بالماء بشكلٍ سريعٍ، ويُحفظ السّواك في مكانٍ نظيفٍ وجافٍ، جيّد التّهوية، حتى لا يصيبه العفن، كما يجب عدم وضعه في الحمام؛ حتى لا تَنتقل البكتيريا إليه. تُقطع الشّعيرات القديمة كلّ عدّة أيام قليلة باستخدام السّكين أو اليدين؛ للتّخلص منها، والحفاظ على نظافة السّواك.